الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه . وبعد
الحياة الجنسية تحتل في عالمنا الحاضر مكاناً كبيراً بيد أن السمة الغالبة عليها إنما هي اللهو والعبث وإثارة الغرائز ؟؟
( التلاقي الجنسي في القرآن الكريم )
سمَو القرآن وعفَة أسلوبه وبراعة إشاراته وكريم توجيهه يظهر عند تعبيره عن التلاقي الجنسي مرَة بالمباشرة .. وأخرى بالملامسة وثالثة بالمواقعة أو الأفضاء .. أو المضاجعة أو الأتيان .
المستقرىء لألفاظ القرآن وتعبيراته في هذا الميدان :
قال الله تعالى ( فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ )
قال الله تعالى ( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ )
قال الله تعالى ( فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ )
قال الله تعالى ( وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ )
قال الله تعالى (أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء )
المتتبع لهذه الآيات السالفة يجدها ومثيلاتها تتسم بالإشارة والتلميح أو يُلفها ملفوفة في غلالة من رقيق اللفظ ومصبوبة في قالب كنائي جميل
( لا تقربوهن , فلما تغَشاها , لامستم النساء ) أو تشبيهات أخَاذة كتشبيه النساء بالحرث في قوله ( نساؤكم حرث لكم )
ولعل القرآن يهدف من وراء تعابيره وإشاراته تلك أن يوجه الأنظار إلى لون من التربية الاجتماعية يربي به الخلائق ويرشد بوساطته الزوجين إلى أن إلتقاءهما الجنسي يجب أن يحاط بسياج من الآداب والرقة والبعد عن المصارحة والمكاشفة بل تكفي الإشارة أو اللمحة أو ابداء الزينة أو التجمل والتطيب دون الدعوة المباشرة من أحد الزوجين.
وقد علَمنا القرآن النزاهة في التعبير عن هذا الأمر عند الحاجة إلى الكلام فيه بما ذكر من الكنايات اللطيفة كقوله :
( لامستم النساء – أفضى بعضكم إلى بعض - دخلتم بهن – فلما تغشاها حملت )
السنَة النبوية الشريفة :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يقعَنً أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة وليكن بينهما رسول . قيل : وما الرسول يا رسول الله ؟ قال القبلة والكلام )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا جامع أحدكم أهله فلصْدقها ..... ثم قضى حاجته قبل أن تقضي حاجتها فلا يعجلها حتى تقضي حاجتها )
قال جابر بن عبد الله : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المواقعة قبل الملاعبة )
ومن الآداب الإسلامية التي أوصى بها رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام عندما يدخل الرجل على أهله أن يقول
( اللهم بارك لي في أهلي , وبارك لأهلي فيَ , وارزقني منها , وارزقها مني واجمع بيننا ما جمعت في خير وإذا فرقت ففرَق في خير )
أو يقول كما رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال : اللهم جنبني الشيطان , وجنَب الشيطان ما رزقتني , فإن قضى بينهما ولد لم يضره الشيطان )
هذه هي التربية الجنسية الصحيحة الهادية الهادفة من شريعتنا المستوحاة من كتابنا النابعة من الهدى الإلهي والتوجيه المحمدي تربية نقية طاهرة لا دنس فيها ولا رجس ولا فحش ولا إثم .