قرأت "ريم" وسمعت كثيرا عن جرائم الاغتصاب التي تتعرض لها الفتيات ؛ لكنها لم تتصور ان تمر هي نفسها بهذه التجربة رغم ان حياتها ومنذ البداية كانت عبارة عن مآسي متكررة بسبب ادمان والدها وعمله في نفس الوقت كتاجر للمخدرات حيث كان يجبر بناته على العمل معه في توزيع المخدرات على الزبائن .. وفي حال رفضهن توزيع المخدرات كان الاب ينهال عليهن بالضرب المبرح لانهن عصين اوامره ..
قسم التحقيقات التقى الفتاة "ريم ليعرف" منها تفاصيل ما تعرضت له من ايذاء على يد والدها وما انتهت اليه امورها حيث بدأت حديثها قائلة:
" انا فتاة بائسة في العشرين من العمر .. بدأت معاناتي منذ صغري حيث ان والدي تاجر وفي نفس الوقت مدمن مخدرات ؛ لم اشعر بحنان الوالدين ولو للحظة رغم انني غير يتيمة .. ايقنت مبكرا بأن والدي شخص عديم المسؤولية ولا يتواني عن التضحية بشرفنا مقابل حصوله على المخدرات لتعديل مزاجه ، ولانه كان يتاجر المخدرات فقد كان يجبرنا على توصيل المخدرات لزبائنه في منازلهم دون ان يكترث لما نعانيه على ايديهم من اهانات وتحرشات واعتداءات .. وعندما كنا نحدثه بما نعانيه على ايدي الزبائن .. كان يتظاهر بالغضب ويطمئننا بأن ذلك لن يتكرر ثانية ، ومن ثم يبدأ بمراضاتنا وقد يمنحنا بعض النقود لننسى ما تعرضنا له من ايذاء .
تحرشات الزبائن ومضايقاتهم لم تتوقف ولو لمرة وكانت تتكرر بصورة دائمة .. وازدادت الامور سوءا عندما بدأ الزبائن يحضرون الى بيتنا لشراء حاجتهم من المخدرات فكان واصبح والدي يجبرنا على الجلوس معهم ومؤانستهم من اجل تشجيعهم على تكرار الزيارة التي كانت تدر على والدي المزيد من النقود .
اما عن والدتها فتقول ريم : والدتي لم تسلم من ابتزاز والدي واضطرت الى مجاراته في هذه التجارة واصبحت المساعد الاول له في ترويج تجارته ومؤانسة الزبائن بل وقضاء النزوات معهم ايضا .. وكثيرا ما كنت اراها تجالس الزبائن في منزلنا ويدخنون المخدرات سويا وتضيف ريم : لم نشعر باهتمام اهلنا بل حولونا معهم الى منفذين لاعمالهم الساقطة غير آبهين بسمعتنا بين الناس او مستقبلنا.
عمي حاول اغتصابي
"وعندما سألنا "ريم" عن موقف الاقارب والاعمام عن هذه الممارسات السيئة ، قالت :
لقد حاول احد اعمامي وهو الاخر مدمن على المخدرات الاعتداء علي جنسيا وكان يلح علي للزواج من ابنه ، لكنني عرفت انه يريد بذلك ابقائي بجواره وان اكون تحت امره فيما يشاء وقد حاولت انا وشقيقاتي الابتعاد عن هذا الجو المسموم الذي نعيش فيه لكن بدون فائدة ، حيث لم نعثر على من يمد لنا يد المساعدة ، واصبحت سمعتنا على كل لسان ...وتضيف: اخذ الوضع يزداد سوءا الى ان طلب احد الزبائن الارتباط بي .. وافقت على خطبته اعتقادا مني بأن ذلك سيخرجني من الجو السيء الذي اعيشه وكنت اطمع في اصلاح مسلكيات خطيبي واقناعه بالكف عن تعاطي المخدرات ، واعتقدت ان ذلك سيكون سهلا بعد ان انجب له الاطفال .. لكني تفاجئت بعد ذلك بأنه خطبني ليتمكن من التردد على منزلنا وممارسة الجنس مع والدتي بالاضافة للعمل مع والدي في تجارة المخدرات ..
انتقام خطيبي مني
وعندما علم والد خطيبي بتجارة المخدرات التي يروجها والدي نشأ بينهما خلاف حاد وهدد والدي بالابلاغ عنه .. لكن والدي كان اشد دهاءا واستطاع تلفيق تهمة الاتجار بالمخدرات لوالد خطيبي بصورة لا ترقى للشك واستطاع بذلك التخلص من تهديداته ...وفي احد الايام وبعد مدة من سجن والده حضر خطيبي الى منزلنا وطلب مني ان ارافقه الى فرح احد اقربائه حتى تتعرف عائلته عليّ ... ذهبت معه وبعد مشاركتنا بالفرح طلب مني الذهاب الى منزل الزوجية الذي يجهزه حتى اتفقد الاغراض الناقصة ، وهناك اغتصبي ثأرا لوالده ..عندها لم أدري ماذا افعل وكيف اتصرف وهل اكشف ما تعرضت له لوالدي وامي... لكني لم افعل ليقيني بأن ذلك لن يحرك مشاعرهما التي تجمدت منذ زمن بعيد.. ورغم ذلك عملت المستحيل لاقناع اهلي بالابتعاد عن طريق المخدرات والبدء بحياة جديدة الا انهما لم يصغيا لي وأصرا على العيش بهذه الطريقة موضحان لي ان هذه هي حياتنا ولا نملك سواها وحاولا اقناعي مجددا بأن الحياة تنحصر في كيفية جمع المال والتمتع بها...
هذه هي معاناة الفتاة ريم التي فقدت عذريتها جراء غرق والدها في مستنقع المخدرات ولم يتمكنا من انقاذها لانها فقدت اعز ما تملك على يد انسان انتقم لوالده من والدها.